100 ألف متظاهر يتجهون إلى مقرّ بي بي سي احتجاجاً على انحيازها ضدّ غزّة

قبل يوم واحد من صفقة وقف إطلاق النار في غزّة، خرج أكثر من 100 الف متظاهر في لندن، اليوم السبت، في تحدٍّ لقرار الشرطة البريطانية بوضع تقييدات على التظاهرة بمنعها من الخروج أمام شبكة بي بي سي البريطانية احتجاجاً على انحيازها ضد الشعب الفلسطيني، فتجمع الناس أمام مقر الحكومة في داونينغ ستريت. وفي نهاية المطاف حاصرت الشرطة المتظاهرين ومنعتهم من التوجه إلى مقر الشبكة البريطانية.
وكانت التظاهرة عبارة عن منصة خطابية، وتحدث فيها عدد من الشخصيات، وحمل المتظاهرون وروداً وملابس أطفال لتذكر شهداء غزة، فيما اعتقلت الشرطة البريطانية قرابة عشرين متظاهرا. وقال مدير حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني، بن جمال: “نحن نقرر أين نتظاهر وليس الشرطة. كان هدفنا أن نتظاهر أمام “بي بي سي” بسبب تواطئهم مع الإبادة. حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني والحركات الأخرى سوف تتجه إلى بي بي سي مشيا على الأقدام”.
وتابع بن جمال أن الشعب الفلسطيني “يقاوم الإبادة الجماعية منذ 15 شهراً. نعرف أن أكثر من 65 ألف شخص قتل في غزة، ونحن نتظاهر منذ بدء الحرب وطالبنا بوقف إطلاق النار. نأتي اليوم مع مشاعر قوية لوقف هذه الطريقة الفظيعة لقتل الفلسطينيين. نحن هنا لأن الشعب الفلسطيني بحاجة لنا، والائتلاف الذي شكلناه للتضامن مع الشعب الفلسطيني سوف يستمر حتى ينتهي الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي. نريد محاسبة إسرائيل في محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية، ونريد أن نرى بنيامين نتنياهو (رئيس حكومة الاحتلال) في لاهاي وكل المجرمين”. وختم: “سنستمر حتى يتحرر آلاف الأسرى الفلسطينيين. سنستمر ونصعد احتجاجاتنا. مظاهراتنا ليست كراهية وندين منعنا للتظاهر والقمع البوليسي”.
من جهته، قال النائب البريطاني جيريمي كوربين: “موقفنا من الحكومة وقف تزويد إسرائيل بالسلاح”، مضيفاً: “نتنياهو مجرم حرب بحسب المحكمة الجنائية الدولية والجيش الإسرائيلي ومن يدعمه سيكون متواطئاً في الجرائم. وأكد: “لن ننسى الشهداء وآلاف القتلى ولن ننسى ما شهدناه من جرائم. لا تظنوا هذه نهاية القصة، هذه مرحلة جديدة ليكون الشعب الفلسطيني قادراً أن يعيش بحرية وعدالة”. وختم كلمته بقراءة قصيدة للأديب الفلسطيني غسان كنفاني، مؤكداً التضامن للأبد مع أطفال غزة وشعب فلسطين.
في حين قال عضو المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، فارس سليم: “غداً صباحاً أخيراً سيأتي وقف إطلاق النار. البعض يقول إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب هو السبب، ممكن أن يكون صحيحاً أن ترامب ضغط، لكن لن يكون هناك ضغط لو بقينا صامتين، لم يكن ليكون ضغط لو جلسنا في المنازل، هذا ليس نصراً لترامب بل للفلسطينيين والإنسانية”. وختم: “لن نتوقف عن محاسبة المجرمين وإنهاء الاستعمار”.
أما النائبة سارة بيجم، فتحدثت قائلة: “نعرف من البداية أن الحل وقف إطلاق النار وأن الحل في وقف إطلاق النار يكون بوقف تزويد السلاح. لن نتوقف حتى يكون هناك عدالة ومحاسبة وإنهاء الحصار في غزة وحتى الوصول إلى فلسطين مستقلة وحرة”.
بدوره، قال الصحافي أونز جونز الذي أصدر مؤخراً كتاباً عن “بي بي سي”، إنه
“لولا أكاذيب الإعلام الغربي لم تكن هناك إبادة جماعية في غزة. هم متواطئون مع كل قتل. لم يحاولوا أن يبذلوا جهداً، وأن يظهروا أن حياة الفلسطينيين كباقي البشر، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 مسحوا الأصوات الفلسطينية. تم تطبيع قصف المستشفيات والقتل اليومي. وأضاف: “أشجع صحافيين في العالم هم في غزة، فمن خلال نقلهم نعرف الحقيقة. وتابع: “في غزة أكبر مجزرة للصحافيين في التاريخ. العديد من الصحافيين الغربيين لم يقولوا كلمة بحق زملائهم”.
من جهتها، قالت ليندي جيرمان من ائتلاف “أوقفوا الحرب”: “حكومتنا متواطئة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وكل من قال من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها يوجد على يده دم أطفال غزة، لأن هذا الاتفاق كان ممكن سابقاً، وبي بي سي متواطئة في نقل الأكاذيب عن غزة”.
إلى ذلك، قال النائب جون مكدانلد: “أتحدث دائماً عن أطفال غزة وهذا الاتفاق لم يكن ليحدث لولا أشخاص مثلكم حول العالم، شكراً لكم للتظاهر آخر 15 شهراً، شكراً لزملائنا اليهود والنقابات للتظاهر دوماً. نحيي نشطاء السجناء السياسيين من حركة بلاستاين أكشن، نحيي الصحافيين الشجعان الذين غطوا الجرائم الإسرائيلية. نحن لن نتوقف في حملتنا حتى يكون هناك سلام وعدالة للشعب الفلسطيني”.
وقالت مريم، وهي ممثلة عن حراك “اليهود لأجل فلسطين”: “باسم اليهود اللا صهيونية ندعو لعدم تمويل إسرائيل وتسليحها وندعم حراك مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات. إسرائيل بنيت على تراوما المحرقة وتستخدمها. كيهود في الشتات نلتزم بحرية فلسطين”.
في السياق، قال رئيس حزب الخضر زاك بولانسكي: “نحن هنا لنقول معاً نحن أقوى ولن نتوقف حتى تحرر العدالة. لسنا هنا لنحزن فقط على قتلى الإبادة بل للاحتجاج من أجل العدالة وإنهاء الاحتلال. كيف يمكن أن تستمر المملكة المتحدة في بيع السلاح لدولة ترتكب إبادة جماعية؟ سنستمر بالوقوف هنا كحزب”، مؤكداً أن وقف إطلاق النار “لحظة أمل ولكنها أيضاً للعمل، ولن نتوقف حتى نرى فلسطين حرّة”.
وقالت رغد التكريتي من منظمة المسلمين في بريطانيا، إنّ “وقف إطلاق النار لحظة لتجديد التزامنا لإنهاء الاحتلال ووقف الإبادة وإنهاء كل نظام الاستعمار الاستيطاني”، مضيفة أن “كل من ساهم في هذه الإبادة متواطئون، من بيع أسلحة وتجارة وسنحاسبهم. وغزة سوف تنهض… غزة لم تسقط وشعبها رفضوا الاستسلام… هذه اللحظة لغزة”.
وقال الصحافي الفلسطيني أحمد الناعوق، مؤسس مبادرة “نحن لسنا أرقام”: “كشخص من غزة فقد كل عائلته أقول شكراً لمشاركتكم ووقوفكم مع الفلسطينيين وعدم فقدان الأمل. هذا نصر لنا وللمتضامنين مع الفلسطينين بنفس الوقت، لن ننسى الشهداء ولن ننسى أن الاحتلال لم ينته والحصار سيستمر على غزة، لا تتوقفوا عن التظاهر”.
وقال ناجٍ من المحرقة اليهودية، ويدعى ستيفن كابوش: “يوم ذكرى المحرقة تجلب لي ذكريات، كان عمري سبع سنوات عندما غزت ألمانيا بولندا عام 1944، وما زالت حاضرة إلى اليوم الجثث المتروكة والمحروقة وجبال من المنازل المدمرة مثلما تبدو غزة اليوم. أنا أفكر الآن في غزة وهناك أمور شبيهة مثل استهداف المستشفيات”. وتابع: “يستخدمون المحرقة للتغطية على ما يقومون به في غزة وهذا مرفوض وأشعر أن جلدي يحترق عندما أسمع ذلك”. وختم: “نرفض وصف هذه التظاهرات بأنها تظاهرات كراهية وكيهود ناجين من المحرقة نقول إننا جزء من هذا الحراك حتى تكون فلسطين حرة”.