صحيفة بريطانية تحرّض على معاقبة الصحافيين المنددين بجرائم “اسرائيل”
لم تكتَفِ صحيفة ذا تليغراف البريطانية بتقاريرها المنحازة للاحتلال الإسرائيلي، بالرغم من جرائمه ضد المدنيين في قطاع غزة، بل انتقلت إلى مرحلة التحريض، حتى لو كان الضحايا زملاء من الصحافيين.
في هذا السياق، حرّض تقرير لصحيفة ذا تليغراف ضد الصحافيين في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، حتى عندما اكتفوا بنقرة “إعجاب” لمنشورات تتضامن مع فلسطين وتنتقد إسرائيل وعدوانها.
وادّعت “ذا تليغراف” أن صحافيي الهيئة “أُعجبوا” بما وصفتها بـ”التغريدات المعادية للسامية، على الرغم من الوعد باتخاذ إجراءات صارمة ضد التحيز”، في محاولة لدفع “بي بي سي” إلى معاقبة صحافييها المتضامنين مع الفلسطينيين.
وجاء في تقرير الصحيفة: “يبدو أن صحافيي بي بي سي يدعمون نظريات المؤامرة المعادية للسامية والتصريحات التي تقول إن إسرائيل هي شر محض، على الرغم من وعد الهيئة باتخاذ إجراءات صارمة ضد التحيز”. وأضافت أن “إحدى المراسلات المقيمات في مصر، أبدت إعجابها بتغريدة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تتضمن ادعاءات لا أساس لها بأن أعداداً كبيرة من اليهود من جميع أنحاء العالم يشترون الأراضي في شمال قبرص، بهدف الاستيلاء على الأراضي لصالح إسرائيل”.
وأثارت هذه القصة فعلاً قلقاً في الجزيرة المتوسطية في الأشهر الأخيرة، على الرغم من تشكيك المسؤولين في الأرقام.
ولم يرُق لـ”ذا تليغراف” أن الصحافية في خدمة “بي بي سي” العربية، سالي نبيل، قد أُعجبت بتغريدة تؤيد كلمات رهينة إسرائيلية مفرج عنها أعربت عن عميق امتنانها لحركة حماس على حسن معاملتها.
واصلت الصحيفة تحريضها بالقول إن “أحد المدربين في أكاديمية بي بي سي يواجه أيضاً مزاعم بالتحيز”، وهو بحسبها مارتن آسر، لأنه أعجب بتغريدة نقلاً عن جندي إسرائيلي سابق قال إن جيش الاحتلال “لا ينبغي أن يكون موجوداً”. كما انزعجت من كونه “أبدى إعجابه” بتغريدة تشير إلى أن الإسرائيليين “درّبوا” الرأي العام الغربي على النظر إليهم على أنهم “مجرد حفنة من الملائكة الصغار”.
كذلك أوردت أن صحافي “بي بي سي عربي”، أحمد روابة، قد أعاد نشر تغريدة أشارت إلى أن إسرائيل كذبت على محكمة العدل الدولية في قضية الإبادة الجماعية الأخيرة التي رفعتها جنوب أفريقيا ضدها. كما أعاد نشر تغريدة تصف الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة بأنها “شرّ محض”، بالإضافة إلى تغريدة تشير إلى أن إسرائيل تجوّع الفلسطينيين.
من غريب المفارقات أن “ذا تليغراف” صحيفة من المفترض فيها أن تدافع عن حرية التعبير، لكنها في تقريرها هذا بدا واضحاً أنها تسعى إلى معاقبة صحافيين على آرائهم. كما بدا واضحاً من نبرة المقال واتجاهه أن الصحيفة منزعجة من عدم تطبيق المؤسسة الإعلامية للعقوبات التي تريدها ضد زملاء من الصحافيين. ولم يرُق للصحيفة أن “رؤساء بي بي سي قالوا في وقت لاحق إنهم يجرون تحقيقاً عاجلاً، لكنهم لم يذكروا الإجراء التأديبي الذي اتخذ”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر من المؤسسة الإعلامية أنه “على الرغم من التذكيرات الرسمية المتكرّرة بالحفاظ على الحياد الواجب على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن كبار المسؤولين التنفيذيين في الواقع لم يتخذوا أي إجراء عندما تعلّق الأمر بالتحيز في سياق إسرائيل”. وذكرت نقلاً عن أحد مصادرها أن “كبار المسؤولين التنفيذيين يعرفون عن هذه التغريدات ويتركونها ببساطة”.