النخيل نيوز
آراءنيوز بار

أخبار غزاويَّة

رحيم عزيز رجب

كانت الأخبار سارة، فثمة أبطال نفذوا عملية بطوليّة فدائيّة  جسورة وهي الفريدة من نوعها منذ الاحتلال أذهلت الجميع لتتصدر فضائيات أخبار العالم بسرعة البرق وتكون حديث الساعة  وأن موجة عارمة تتصدر وسائل الإعلام العالميّة من التحليل والتهليل والتطبيل والتهديد.

حتى اختلطت مشاعره بين الغبطة والتحفظ أدرك وقتها أن اياما عسيرة تنتظرهم وأن هدوءا يسبق تلك العاصفة المقبلة من الشر ستطال الجميع، وان حمما من النيران ستحرق الجميع لا تفرق بين طفل رضيع، وشيخ مسن، وعاجز، ومريض.

من أعداء الانسانيّة سيبتلون بنقص من الأموال والأنفس والثمرات وأن تغيّراً في نمط حياتهم ستقلب راساً على عقب، ستسكت أصوات المآذن بعد قصفهم لدور العبادة، سيعلن العدو نذيره المشؤوم متوعدا بالتهديد والوعيد.

وان فرصة سنحت امامه بالانتقام والقصاص في أجواء سماوية مكشوفة، وصدور عارية، واجساد عزل، لتصب حمم نيرانه بلا غطاء جوي ولا قبب حديدية سوى السماء والطارق، سيرحل الجميع، لتبقى اسماؤهم فقط على اجسادهم البالية التي كتبت عليها.

سيدرك أن غدا لم تعد مدارس ولا صفوف ولا اطفال صغار تذهب، وان اسرائيل ستنتهك حقوق الانسان وقوانين الحرب سيقتل الجميع فلا فرق بين حجر وبشر وشجر، فلا تبقي  لهم حجراً على حجر.

تأمل الموقف وان أصواتاً سترتفع من بعض الشعوب العربية الحرة مطالبة بالمشاركة والدفاع عن فلسطين.

وان حكاما عربا سيكتفون بالاستنكار والشجب والاستهجان، وان اجتماعات ستعقد للدول والجامعة العربية، من دون تحريك ساكن كعادتها لاصدار بيانات ختامية اقل ما يقال بحقها أنّها تصلح لأن تكون مسرحية ساخرة.

مسرحها الارض العربية وممثليها حكّام العرب ليسخر منها العدو.

والصديق والقاصي والداني كسابق عهدهم.

وان ظروفا قاهرة وظلاما دامسا ينتظرهم.

وليس ببعيد أن تقتحم قواتهم الغاشمة المدينة تحت رعاية ومباركة امريكية، لتعيث في الأرض خرابا.

ستزول معالم المدينة وشوارعها المزروعة وازقتها التاريخية المفعمة بالاحداث والحضارة، ستسحق أشجار الزيتون، وستتلاشى البنى التحتية، والاماكن الاثرية، ورياض الاطفال، والمشافي الصحية، ستغسل الشوارع بدماء الابرياء، تذكر مجازرهم في مخيمي صبرا شاتيلا المحفورة في الذاكرة عام 1985 والذي راح ضحيتها (1300) شهيد.

وخان يونس عام 1956 ضد اللاجئين الفلسطينيين والتي راح ضحيتها (250) شهيداً، ومجازر حيفا، والقدس، تلك المجازر التي بقيت الجرح النازف في ذاكرة الفلسطينين.

هي صفحات سوداء لم يقوَ الزمن على إزالتها لا سيما في غياب تحقيق العدالة العالمية والمتمثلة بمجلس اللأمن الدولي، حتى اذا ما عاد إلى زقاق مجاور لمنزل جده ليستعيد اللحظات الثقيلة طرأت على سمعه أصوات غربان تنعق في السماء آتية لتعلن حالة الموت والدمار. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *