النخيل نيوز
عامعامفي سياق متصلنيوز بار

مرشحات للانتخابات: نتعرض للتهديد والعنف من جماعات متشددة 

رغم هدوء الأوضاع في بغداد والمحافظات مقارنة بالأعوام السابقة، ورغم التطور الذي شهدته العملية السياسية والاجتماعية في العراق في الوقت الحالي، إلا أن المرشحات لانتخابات مجالس المحافظات المرتقبة شهر كانون الأول المقبل أشرن إلى استمرار عدة تحديات تقف في طريق صعودهن في بحر السياسة، بينها العنف السياسي الذي تمارسه جهات متشددة ومتطرفة، فضلاً عن مصاعب تتعلق بالتقاليد الاجتماعية.

وقالت المرشحة الدكتورة نور الحسناوي، في حديث لـ”الصباح”: إن “العنف السياسي والتهديدات التي تتعرض لها المرشحات تعد من أبرز التحديات”، وبيّنت أنه “على الرغم من الأمان النسبي الذي تعيشه بغداد اليوم مقارنة بسنوات الصراع، إلا أن النساء المرشحات لا يزلن يتعرضن للتهديد والعنف من قبل الجماعات المتطرفة والمتشددة التي ترفض تمثيل النساء في المشهد السياسي” .

وأضافت، “كما أن هناك عوامل أخرى تعيق مشاركة النساء في الحياة السياسية في بغداد، مثل التحيز الثقافي والاجتماعي، فلا تزال هناك اعتقادات وتصورات تقليدية تقيِّد دور المرأة في المجتمع وتحد من إمكانية مشاركتها الفعالة في العمل السياسي”، مؤكدة أنه “تحتاج النساء المرشحات إلى مواجهة هذه العقبات والعمل على تغيير الثقافة وتعزيز الوعي بأهمية مشاركة المرأة في صنع القرارات السياسية” .

واستدركت، أنه “مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هناك تقدماً يحدث تدريجياً في هذا المجال، فقد شهدت بغداد زيادة في عدد النساء اللواتي يشغلن مناصب سياسية مهمة، بما في ذلك وزيرات ونواب ومستشارات لدى الحكومة، ويعكس هذا التحول التدريجي التوجه نحو تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية وتمكينها من الإسهام في صنع القرارات”، مطالبة جميع الأطراف المعنية، بـ”العمل معاً لتعزيز حقوق المرأة وتمكينها وتشجيعها على المشاركة السياسية الفعّالة في بغداد وفي جميع أنحاء البلاد” .

من جانبها، أشارت المرشحة فاطمة الحسني، في حديث لـ”الصباح”،إلى أن “التحديات التي تواجهها المرشحات لعضوية مجالس المحافظات لا تختلف عن المرشح، فكلاهما في خضم المنافسة الانتخابية، مع اختلاف وإمكانية إيصال برنامجهم للناخب العراقي الذي أصبح واعياً جداً لكل تفاصيل العملية الانتخابية من خلال مروره بعديد من التجارب الانتخابية في السنوات السابقة” .

وأضافت، أنه “هنا يأتي مدى صدق المرشح أو المرشحة في كيفية تسويق أنفسهم من خلال الوعود أو من خلال ما يمكن تقديمه من خدمات أو احتياجات للناخب”، وبيّنت أن “الناخب هنا أولاً وأخيراً هو صاحب الكلمة الحسم التي ستكون واضحة وجليَّة في يوم الانتخابات، ولمن سيكون صوته بعد كل تلك العروض في التسابق لتقديم الأفضل، ومن سيكون صاحب الحظ الأوفر في نيله ثقة الناس” .

بدورها، ذكرت المرشحة ميساء مهدي العيدان، في حديث  لـ”الصباح”، أن “مشاركة المرأة في الحياة السياسية تتجلى أهميتها في دعم دور المرأة ودمجها في عملية التنمية، إلى جانب تحسين المستوى السياسي والاجتماعي لتولي مهام الدفاع عن القضايا السياسية التي تواجه المجتمع كالفقر والبطالة” .

ونوّهت، بأن “تواجد المرأة في مراكز صنع القرار من شأنه أن يحقق مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً والقضاء على الصورة النمطية للنساء والأدوار النمطية، كما أن مشاركة المرأة في التمثيل النيابي والأحزاب تزيد من مسؤوليتها تجاه قضايا المجتمع والمرأة مما يزيد من انتمائها والإسهام في تحسين إنتاجية الدولة” .

وأكدت العيدان، بأن “مسألة تمكين المرأة في المجال السياسي ودعم مشاركتها الجادة في الحياة السياسية مسألة جدلية، فهي لم تطرح بشكل كاف على أجندة الأحزاب السياسية، والمؤسسات الحكومية في كافة أنحاء العالم، نتيجة للواقع الاجتماعي السائد في بعض المجتمعات، وتبرز ملامح مشاركة المرأة سياسياً كمطلب وطني على اعتبار أنها تمثل نصف المجتمع، فإن مشاركتها سياسياً تعتبر أحد أبرز مظاهر الديمقراطية، وتحقيق العدالة التي سبق أن وافقت عليها الكثير من الاتفاقيات والمعاهدات التي تلت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان” .

المصدر: صحيفة الصباح عدد الاثنين 20 / 11 / 2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *