الصحافة الورقية تراهن على ابناء “الزمن الجميل” لمواجهة الزمن الرقمي
تحتفل الأسرة الصحفية العراقية اليوم الخميس 15 حزيران، بالعيد الوطني الـ154 للصحافة العراقية، الذي يوافق صدور أول صحيفة “الزوراء” كأول صحيفة على مستوى العراق في زمن الوالي العثماني مدحت باشا عام 1869، وبالتزامن مع المناسبة يثار جدل يتعلق بالصراع مابين الصحافة الرقمية الإلكترونية والصحافة الورقية، فهناك من يرى أنَّ لا مستقبل للصحافة الورقية في ظل ثورة الإنترنت .
الصحفي والأكاديمي الدكتور إياد العبادي، أشار في حديث لـ”الصباح”إلى أنَّ “الصحافة الورقية تعاني الآن أكثر من أي وقت مضى في ظل الثورة الرقمية والمعلوماتية ونمط الحياة العصري، ونرى كبريات الصحف في العالم قررت الاستغناء عن الطبعة الورقية والتحول إلى الإصدار الإلكتروني لما يوفِّره من إمكانيات وخيارات واسعة وتفاعل مع الجمهور، غير أننا هنا افتقدنا الأجواء والطقوس الكلاسيكية الجميلة التي اعتاد عليها القارئ فيما مضى بتصفح الجريدة والمجلة” .
وأوضح أنَّ “الشيء الأبرز هنا، هو أنَّ هذا الأمر وصل أخيراً إلى الإذاعات العالمية المعروفة كإذاعة (بي. بي. سي) التي أوقفت بثها الإذاعي وتحولت إلى منصة رقمية وتطبيق على الأجهزة الذكية”، مبيناً أنَّ “القنوات التلفزيونية مازالت تواصل صمودها بشكل أو بآخر في هذا المجال، غير أنها وجدت نفسها في كثير من الأحيان مجبرة على الترويج لنفسها عبر المنصات والتطبيقات الإلكترونية” .
ونوّه، بأنَّ “وسائل الإعلام التقليدية، لا سيما الصحف، وجدت نفسها مجبرة على التكيُّف مع ظروف العصر الجديد واستثمار التقنيات الحديثة من أجل الاستمرار في إصداراتها ولو بشكل مختلف عن النمط الكلاسيكي المعروف، ولا أرى ضيراً في ذلك بل قد يكون مفيداً للوسيلة ذاتها ولجمهورها على حد سواء” .
من جانبه، أوضح رئيس التحرير التنفيذي لجريدة “البينة الجديدة” عبد الزهرة البياتي، في حديث لـ”الصباح”، أنَّ “هناك من يرى بأنه لا مستقبل للصحافة الورقية بعد الآن في ظل ثورة الإنترنت، لكننا نستطيع القول وبكل ثقة إنَّ الصحافة الورقية ستبقى قائمة إلى مدى بعيد، ونحن ننطلق من ذلك من خلال تجربة حقيقية واستطلاعٍ ميداني ما بين الحين والآخر، ورغم أننا نجد أنَّ هناك انخفاضاً في قاعدة قرّاء الصحافة الورقية لكن هناك حقيقة يجب أن نؤكد عليها بأنَّ الصحافة الورقية مازالت رائجة في أوساط أعمار من أجيال سابقة، أما جيل الشباب الحالي فهو في حالة عزوف وصدود مع الصحافة الورقية، وهنا تكمن المشكلة، ولكن نقولها بكل ثقة إنَّ الكثير من الصحف لاتزال تواصل الطبع والعمل. “
بدوره، أشار الأكاديمي الدكتور علي الرواف، في حديث لـ”الصباح”،إلى أنه “مع تطور التكنولولجيا ووسائل الاتصال والإعلام الحديث؛ نجد اتجاه المتلقي إلى الإعلام المرئي والمسموع لسهولة تناول الأخبار سواء باستخدام الأجهزة الذكية أو من خلال المواقع الإلكترونية والابتعاد عن الصحف الورقية، مما دفع بعض الصحف المرموقة إلى التحول نحو الإعلام الإلكتروني، وأصبحت الصحف المحلية والعالمية تُنشر بشكل إلكتروني رغم تطور معدّات الطباعة الحديثة”، مبيناً أنَّ “هذا الأمر لا ينطبق على الصحافة فقط بل حتى الكتب العلمية والأدبية أصبحت إلكترونية، وهذه ضريبة التطور” .
المصدر : صحيفة الصباح