النخيل نيوز
آراءنيوز بار

في اليوم العالمي للغجر مالا تعرفه عن الكاولية؟


بقلم: محسن حسين
قد يستغرب العراقي اذا علم ان هذا اليوم 8 نيسان هو (اليوم العالمي للغجر) اي (الكاولية) حسب التسمية العراقية.
يوم الغجر العالمي يهتم بثقافة الغجر، ويسلط الضوء على ممارسات الاضطهاد والتمييز العنصري الذي يواجهه الغجر.
ويعد “شعب الغجر” أو “شعب الروما” أكبر الأقليات الإثنية في القارة الأوروبية، وأشدها تعرضا للاضطهاد والعزلة الاجتماعية، في حين يسلط “يوم الغجر العالمي” الضوء أيضا على ثقافة الغجر وتاريخهم ولغتهم وتطلعاتهم، والتي لا يعرف كثير من الناس عنها.
وفي العراق يطلق على الغجَر اسم الكاولية ومفردها كاولي وهم مجموعة سكانية عراقية تنتمي إلى مجموعة الشعوب الغجرية التي تعود جذورها إلى الهند.
** الغجر اقلية في العراق
يشكل الغجر العراقيون أو الكاولية أقلية عرقية في العراق، استناداً لبعض المصادر كان عددهم في 2005 يتراوح ال50 ألف نسمة. ويسكنون في قرى، وتجمعات بشرية عادة ما تكون منعزلة على أطراف المدن والبلدات. حيث توجد للكاولية تجمعات سكانية في محافظة بغداد، والبصرة، ومحافظة نينوى، إضافة إلى بعض القرى في سهول جنوب العراق في المثنى، والديوانية .
** اصل التسمية
تسمية كاولية تنطبق على قبائل هندية كانت بعض نسائهم تمتهن الجنس والرقص كخدمة دينية لرجال الدين، أو بالأجر لآخرين، ومنهن ما كن في معبد الملك كاول، فانتسبوا إلى الملك كاول تشرفاً وتعظيماً لأنفسهم.، وفئة الكاولية محرومون في العراق، ومحتقرون اجتماعيًا، ولا يقبل أحدٌ بعاداتهم.
** وضع الكاولية بعد حرب 2003
تعرض الغجر في العراق لعمليات انتقامية من مليشيات مسلحة في أنحاء متفرقة من العراق بسبب امتهان الغجر لمهن الرقص والجنس، حيث تم تدمير قرية الغجر جنوب شرق بغداد على يد جيش المهدي عام 2004 ، كما تم تدمير عدة قرى للغجر في جنوب العراق، والفرات الأوسط، ومن اهمها مدينة كنعان، حيث هاجم مسلحو عشائر مجاورة لهم أماكن سكناهم بدعوى انهم لا يملكون نظاما اخلاقيا متماسكا، مما أدى إلى هجرة غالبية الغجر من العراق بعد احتلال العراق عام 2003.
من مشاهير الكاوليه في الوسط الفني بالعراق، حمدية صالح، وغزلان، وهند طالب، وملايين، وساجدة عبيد، وصبيحة ذياب ودموع تحسين ورنين البصري.
** 12 مليون كاولي نصفهم في اوربا
وجاء الاهتمام الدولي بالغجر (الكاولية) وتخصيص يوم عالمي لهم ضمن حملات التعريف المعاصرة بثقافة الغجر تحت اختصاصات التشريع الأوروبي، من باب الحفاظ على التنوع الثقافي واللغوي في أوروبا، وكذلك من باب حماية لغات الأقليات الإثنية من ناحية أخرى، حسب المعاهدات المبرمة بين أعضاء الاتحاد الأوربي.
وتقدر أعداد شعب الغجر بأكثر من 12 مليون شخص، يتوزعون في أنحاء مختلفة من العالم، في حين يعيش 6 ملايين منهم في دول الاتحاد الأوروبي، يتركزون بشكل كبير في بلغاريا التي يشكلون 9.9% من تعداد سكانها.
وتلي بلغاريا، سلوفاكيا، بنسبة غجر تقارب 9% من تعداد السكان، ومن ثم رومانيا بنسبة 8.6%. أما ألمانيا فتبلغ نسبة شعب الروما فيها، 0.1%، وإيطاليا 0.2%.
ويتفق كثير من المؤرخين على حقيقة أن الهند هي الأصل الجغرافي لشعب الغجر، الموقع الذي أخذوا ينتشرون منه لجميع أنحاء الأرض خلال القرن العاشر الميلادي، وذلك بعدما تعقب المؤرخون جذور لغتهم، “روماني”، التي وجدوا لها ارتباطا باللغات الهندية القديمة، والتي هي أيضا أصل عديد من اللغات الأوربية المعاصرة.
** تاريخ مليء بالأحداث الدموية
ويشتهر تاريخ الغجر بأنه مليء بالأحداث الدموية والتراجيدية، تتراوح بين تهجير وطرد واعتقال وقتل، وكانت أشهرها “محرقة الغجر” التي قام بها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية.
ويعاني شعب الغجر في دول الاتحاد الأوروبي، حتى يومنا هذا، من الاضطهاد وتبعات الصورة النمطية السلبية عنهم، ناهيك عن تفشي الفقر والجهل وارتفاع نسبة البطالة بين أفراد هذا الشعب، ما يجعلهم يعيشون حرمانا يشبه ذلك الذي يعيشه سكان أفقر الدول حول العالم.
هاجر الغجر من أراضيهم في الهند في حوالي القرن الرابع الميلادي، وأوضح بعض المؤرخين أنهم في أواسط القرن الخامس عشر،وصلوا إلى مناطق المجر وصربيا وباقي بلاد البلقان الأخرى، ثم بعد ذلك انتشروا في بولندا وروسيا، واستمر انتشارهم إلى أن بلغوا السويد وإنجلترا في القرن السادس عشر الميلادي، كما استوطنوا في إسبانيا بأعداد كبيرة.
** ديانات جماعات الغجر
انقسم الغجر في دياناتهم ،حيث أصبح جزء منهم مسلمين ،كما في دول الشرق الاوسط والبوسنة والهرسك، بينما جزء آخر اتبعوا مذهب الأرثوذكس في صربيا والجبل الأسود، كما أصبح معظم الغجر في أوروبا الغربية رومان كاثوليك، ولكنهم حافظوا على كثير من معتقداتهم السابقة قبل اعتناقهم المسيحية.
** مهن متوارثة
كان الغجر يمتهنون التقاط الطعام والصيد ،إضافة إلى خبرتهم في الحيوانات والمعرفة التقليدية بطب الأعشاب كما يشتهر الغجر في الدول الأوروبية بأعمال السرقة والاحتيال والتي غالبا ما تتسبب باضطهادهم من قبل الشعوب الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *