لميس الكعبي – صحفية عراقية
رغم ان البقرة في الهند تقدس حد العبادة ، إلا ان العراق #البقرة_الحلوب يُحلب ويُسرق حليبه أمام أنظار العالم دون الأخذ بنظر الاعتبار دموية ودمار البلد الذي رضخ شعبه لحساب مخططات دنيئة منذ حرب سقوط العراق.
خلال اعلان رسمي أصدرته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم السبت الموافق ١٠ ديسمبر ٢٠٢٢ ان صادرات العراق النفطية لأمريكا تجاوزت معدل 250 الف برميل يوميا وقالت الإدارة في تقريرها إن “متوسط الاستيرادات الامريكية من النفط الخام خلال الاسبوع الماضي من ثماني دول بلغت 5.173 ملايين برميل يوميا منخفضا بمقدار 244 الف برميل باليوم عن الأسبوع الذي سبقه والذي بلغ 5.417 ملايين برميل يوميا”.
وأضافت أن “صادرات العراق النفطية لأمريكا بلغت معدل 252 ألف برميل يوميا الأسبوع الماضي، منخفضا عن الأسبوع الذي سبقه والذي بلغت الصادرات النفطية لامريكا بمعدل 363 الف برميل يوميا”.
ألا يحق للفرد العراقي ان يشرب قليلاً من حليب بقرته ، نعلم ان الحليب يصدر كلياً ويسرق جزئياً ولا يبقى منه حتى رشفة واحدة حتى يستمتع بمذاقه أصحاب البقرة !!!
لكن إلا يكفينا جلداً وظلماً وتعذيباً منذ سنين ونحن نعيش وسط حالة من الجوع والفقر والبطالة والأوضاع الاقتصادية رديئة رغم ان العراق يتمتع بثروات عظيمة لا تعد ولا تحصى ويحق للفرد العراقي أن يحضى بحياة كريمة إلا أنهم أذاقونا الويلات والمآسي وفاقموا فينا الأزمات وأورثونا الحُروب والصراعات وباعوك ياوطني برخص التراب ، وأصبح أبناءك لاجئين ونازحين على الطرقات.
لقد زعموا أن الديمقراطية مازالت موجودة في العراق وأقنعونا بمسارها وليس بواقعها الحقيقي ، هل نطالب الحكومة اليوم بالاعتذار للشعب العراقي الذي دفع الكثير من الدماء والمال وضياع عشرات السنين من الرفاهية والتقدم ، مايؤلمني ان حليب الشعب يُحلب لشعوب أخرى تنعم بالرخاء والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ونحن بتنا باسوء حال.
لازال العراق بلا سيادة حقيقية ولا كرامة ولا حول ولا قوة للشعب إلا الاستعانة بالله ، نعيش حالة من التراجع الثقافي والفكري الذي يتسم بالذل والانحطاط نحن أمام مشهد ينذر بالسوء نحسد عليه نعيش حالة من الاستياء من مهازل وفضائح نشاهدها يومياً على صفحات التواصل الاجتماعي ، لقد مزقوا أواصر الرحم بين نسيج المجتمع وقطعوها الى اوصال.
فمنذ عام ٢٠٠٣ تحول العراق الى البقرة الحلوب ومطمع لكثير من بلدان العالم والجوار بالإضافة الى التعويضات التي دفعت والتي لايمكن لها ان تقدر بمليارات الدولارات ، واصبح بأختصار حليب الشعب ليس للشعب.