
د. علي السعدي
– تحتاج الأكذوبة الى لسان واحد لتنتشر دون دليل ، وتحتاج الحقيقة الى مئات الألسن والأدّلة لتثبت حقيقتها.
– كلما ارتفعت مكانة الفرد أو الحالة – ارتفعت معها مكانة الأكذوبة .ِ
– أجنحة الأكذوبة : الغطاء الديني و الشعار الوطني ((الثوري)) .
يبدأ الكائن البشري في التعامل مع الأكذوبة منذ طفولته المبكرة ، حين يغدق عليه المديح وتلبى طلباته وتروى له الحكايات عن الجن والحوريات والنسور والثعالب ، لذا يمر في المرحلة الأولى ب( الاستماع للأكذوبة ) .
بعدها ينتقل الى مرحلة أخرى (الاستمتاع بالأكذوبة ) فيدمن مرافقتها ويسعى اليها .
ثم ينتقل الى (البحث عن الاكذوبة ) وفي هذه المرحلة تكون الأكذوبة قد تمكنت من صاحبها واستمرأ استخدامها ،فتحولت أدماناً لا يستطيع التخلي عنه .
بعدها يصل الى مرحلة ( صنع الأكذوبة ) وترويجها كجزء من سلوك نفسي ، ونشرها باعتبارها يقيناً ، ولايعود يهمه معرفة الحقيقة ، بل البحث عن أنسب الطرق وأكثرها تأثيراً ، لنشر أكذوبته ،وقد تصبح مهنة رائجة بذاتها، كلما اتقن صنعها ،زاد شيوعها .
صانعو الأكذوبة ،ومتقبلوها ، أصبحوا يهيمنون على المشهد في العراق ، لايعنيه ان تخاطب عقله ،ولا أن تقدم له مئات الأدلة على تلك الأكذوبة ، المهم ان تكون مغلفة بادعاء ديني أو شعار وطني ، عندها أكذب كيفما تشاء وضد من تشاء ، فستجد من يستمرئ اكذوبتك ويمدحها ومن ثم يروجها بدوره ، لذا اصبح صنع الاكذوبة وترويجها ، واحداً من أهم ما يشتغل عليه الاعلام وممن اتخذوا من الاكاذيب مهنة ،يؤثر فيها على عقول ونفوس الكثيرين ، وكلما ارتفعت مكانة الفرد ، كلما ارتفعت مكانة أكذوبته .