شامل عبدالقادر
ظاهرة ماعادت غريبة او عجيبة علينا نحن معشر الكتاب وتحديدا كتاب الاعمدة الصحفية – وكتابة العمود الصحفي كما هو معلوم للاعلاميين والصحفيين هو اصعب الوان الكتابة الصحفية في العالم وليس في العراق وحده – وهذه الظاهرة هي عزوف الملايين – نعم الملايين وليس الالاف بدون اي مبالغة – من العراقيين عن القراءة واقتناء الكتاب ومتابعة الصحف اليومية او متابعة مايكتبه الصحفيون في اعمدتهم في الصحف اليومية او الاسبوعية وبسبب اتساع هذه الظاهرة قرر بعض الصحفيين الكبار التوقف عن كتابة العمود الصحفي ( لعدم وجود قراء) وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها بعيدا عن النرجسية وحب الذات !!
لقد قدر لي ان التقي واحاور المرحوم المؤرخ العراقي الكبير السيد عبدالرزاق الحسني منذ عام 1976 وتحولت علاقتي الصحفية معه الى صداقة حتى انه كان يدعوني الى بيته في الكرادة لاتناول معه كوبا من الاعشاب فقد كان رحمه الله مغرما بالاعشاب ومقتنعا تماما بفوائدها الجمة اكثر من وصفات الاطباء !!
ومما حدثني به السيد الحسني رحمه الله في جلساتنا الاعتيادية غير المخصصة للنشر الصحفي انذاك قال لي انه كان في كل مرة ينتهي من تاليف كتاب له وقبيل ان يدفعه الى الطبع يسرع الى وزارة المعارف ليعرف منها اعداد الاميين في العراق وعد المتعلمين او في الاقل ممن يحسنون القراءة والكتابة وعلى ضوء هذه الارقام يحدد عدد النسخ التي يطبعها !!ّ
واليوم نفوس العراق 40 مليون نسمة( اللهم بارك واكثر منهم ) حسب اخر الارقام الاحصائية والكتاب العراقيون ( الخير مالهم !!) لاىيجازف بطبع اكثر من الف نسخة وانا اعرف عددا كبيرا من المؤلفين والكتاب والادباء لايطبعون اكثر من 50-150 نسخة !!
وبرغم انه يطبع 50 نسخة لايستطيع ان يبيع (10) نسخ منها !!
وانا اعرف بالاسماء كوارث هؤلاء الكتاب والادباء وبعضهم يحمل لقب ( بروف)!!
( شنو الفايدة من طرح الكتب والصحف والمجلات وماكو قراء ) قالها لي كاتب عراقي بجزع !
وماساة الصحف اليومية لاتقل ماساة وكوميدية عن ماساة الكتاب العراقي فاغلب ان لم يكن كلها يعيش ويستمر في الحياة على هامش ارباح الاعلانات – ان دفعت كاملة وفي وقتها المحدد- وان ارقى الصحف العراقية اليومية الحالية لاتيتطيع تجاوز سقف الالفي نسخة يوميا في افضل الاحوال واعرف شخصيا صحيفة يومية رصينة وقديمة تطبع 500 نسخة يوميا!!
قلنا نفوس العراق 40 مليون ولنفترض الف نسخة توزع يوميا فكم تكون حصة الاربعين مليون من الف نسخة ؟!
النسبة الخرافية المرعبة متروكة للقراء !!
اعتقد ستكون النتيجة ربع ربع ربع كصكوصة من الجريدة !!
الله في عونك ايها المثثف !!
