التنمر الالكتروني والاغتيال .. الجرائم تتطور واساليب المكافحة متلكئة
بقلم/ جمال الاسدي
التنمّر هو ظاهرة عدوانيّة ظهرت بشكل واضح عند فئة الاطفال لكنها حقيقتها موجودة عند البالغين اكثر ، وهي ظاهرة تنطوي على مُمارسة العنف والسلوك العدواني من قبل فردٍ أو مجموعة أفراد نحو غيرهم، هناك للتنمر بشكل عام انواع واسباب سنتاولها في موضوع اخر ، لكن ما سنتطرق اليه هو التنمر الالكتروني .
التنمر الإلكتروني هو استخدام الإنترنت من فرد او افراد في مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر وغيرها من أجل إيذاء آخرين بشكل متعمد ،واستهدافهم و تهديدهم أو كشف أسرارهم أو نشر صورهم الخاصة أو تشويه السمعة عن طريق إرسال أو نشر شائعات وافتراءات أو بانتحال شخصية الضحية وإنشاء حسابات وهمية ينشرون عبرها معلومات تثير الكراهية وتحرض الآخرين على التعاون ضد المستهدف وإلحاق أضرارا إضافية به ، والتي يترتب عنها عواقب وخيمة قد تصل إلى استخدام العنف أو القتل او الاغتيال .
ومن انواع التنمر الالكتروني او الانترنت هو :-
- التنمر الشخصي : وضع أمور كاذبة أو مهينة للشخص سواء علنًا أو بالسر، مثل رسائل، وصور، وفيديوهات، وتشويه سمعة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
- التنمّر العرقي: وهو التنمّر على عرق أو دين أو لون أو جنس الشخص الآخر. وقد يصل هذا النوع من التنمّر إلى شمل كل أنواع التنمّر المذكورة أعلاه واصلاً إلى حدّ القتل.
- التنمر السياسي : وهو التنمر على الاتجاه السياسي او القناعات الفكرية والصاق تهم العمالة وعدم الولاء وعدم الانتماء على عكس القناعات السياسية للمتنمر ، مما يولد قناعات لافراد وجماعات للقيام باعمال عنف ضد المتنمر عليه قد تصل الى القتل والاغتيال .
ومن أشكال التنمر الإلكتروني
- رسائل التهديد التي تصل الى الشخص من مصدر مجهول .
- التعليقات غير اللائقة اجتماعياً وأخلاقياً على صورة خاصة، أو مقال أو فيديو منشور على الإنترنت وتداوله بين أوساط المجتمع على انه حقيقة .
- التصوير من غير علم الطرف الآخر ونشر صوره على وسائل التواصل المختلفة بهدف إلحاق الإيذاء به.
- نشر صور حقيقية أو معدلة يبدو فيها الطرف الآخر في وضع لا يرغب للآخرين في مشاهدته من اجل التنمر عليه .
- نشر شائعة أو معلومات كاذبة او مظللة عن الطرف الآخر بهدف الإساءة أو تشويه السمعة .
أن التنمر الالكتروني اصبح ظاهرة ملفتة للانظار وفي دراسات ونتائج علمية اثبتت ارتفاع معدل انتشار التنمّر الإلكتروني عالمياً وصل الى اكثر من 43 % من المستخدمين الذين تعرضّوا للتنمّر عبر الانترنت .
التنمر الالكتروني اصبح وامسى الشغل الشاغل حتى لمن يعمل في السياسة لانه سلاح من السهل استخدامه لمن يعارض او يختلف معه بالراي او الفكرة بل اصبح عند البعض منهم من ضرورات النجاح ( حسب عقليته ) لاي عمل يقوم به .
في العراق لازلنا لغاية اللحظة بدون تحديث للمدونة العقابية ولاتوصيف لعديد من الجرائم التي ظهرت حديثاً وبقي الاعتماد على التكييف الشخصي لهذه الحالات ، فيوصف تارة هذه الجرائم الخطرة ( التنمر الالكتروني ) بجرائم القذف والسب ، او جرائم النشر وكلا التوصيفين من الناحية الواقعية بعيدة جداً عن هذه الجريمة ، لذلك نرى تزايد جرائم التنمر الالكتروني وجرائم الانترنت بشكل مضاعف وبدون رادع واضح أو حماية للمتضرر ، خاصة ونحن في مجتمع يميل جداً الى سماع الاخبار السلبية واعتبارها من المسلمات قبل ان يتيقن من المعلومة .
تعديل القوانين العقابية وتحديثها اصبح من الضرورات المهمة في بلدنا لحماية المجتمع من هذه الافات الضارة والتي تتسبب يومياً باراقة دماء بريئة لقناعات وهمية لمتنمرين ثبتوا قناعاتهم وعدائاتهم لاشخاص من اتهامات كاذبة ووهمية من اجل تحقيق مصالح فئوية محددة .
جمال الاسدي