النخيل نيوز
آراءنيوز بار

رحيل اعتقال الطائي الحزين

علي حمود الحسن

ودعت عالمنا الفاني الإعلامية متعددة المواهب اعتقال الطائي في بودبست عن عمر  ناهز الـ (74) عاما، فأثارت حزنًا وأسًى في قلوب محبيها، ممشوقة القد التي أحبها العراقيون من خلال برنامجها الشهير “السينما والناس”، ولدت في الحلة لأسرة يسارية في العام 1949، وهذا يفسر سبب تسميتها بـ ” اعتقال”، اذ كان اخوها موسى الطائي نزيلا في غياهب ” نقرة السلمان”، أكملت دراستها الابتدائية والثانوية في بابل، درست النحت في أكاديمية الفنون الجميلة وتخرجت منها في العام1972، التحقت في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بإصرار من مديرها محمد الصحاف، وتم تنسبيها الى قسم الديكور، وسرعان ما اختاروها لتقديم برنامج ثقافي بعنوان ” السينما والناس”(1972)، الذي تعاقب على إعداده خالد ناجي وعلي زين العابدين وأخرجه عماد بهجت، وعلى الرغم من الحضور الطاغي للطائي ونوعية الأفلام المعروضة والذكاء بانتقاء الضيوف، إلا أنها تعرضت لضغوط وتشويه سمعة لأسباب سياسية، غادرت العراق إلى هنغاريا  وأكملت دراستها العليا هناك متخصصة في السينما ونقدها، فعملت في  المعهد العالي للسينما والمسرح المجري لمدة سنتين، مارست الترجمة والكتابة للإذاعة المجرية، وعرفت المجريين بنتاج أدباء عراقيين وعرب،  كما أسهمت في كتابة سيناريو فيلم الرسوم المتحركة ” حي ابن يقظان” (2004) لثامر الزيدي، فضلا عن مشاركتها في فيلمين آخرين، وترجمت كتاب “يوميات في العراق” للمراسل الصحفي المجري آنتال ماروشي.

عادت إلى الوطن في العام 2004 بعد طول غياب، وانتعشت آمالها بالقادم من الأيام، إلا ان السرطان كان يتربص بها، فنهش رئتها، لكنها واجهته “بخلك”” محارب، حتى تمكن منها الثلاثاء الماضي.

“الحلاوية” التي عشقها الجمهور العراقي لأناقتها وجمالها، وعمق حواراتها، دونت سيرتها بكتاب عنوانه “ذاكرة الأشياء” (2010)، واتبعتها بمجموعة قصصها القصيرة” عندما نحب” ورواية “الارملة” اللتين صدرتا في العام 2005      حازت على لقب أفضل مقدمة برامج، كما حصل برنامجها على جائزة أفضل برنامج تلفزيوني في استفتاء شعبي جرى في عموم العراق عام 1976، وبحسب ما جاء في أحد المقتطفات، التي تنشرها على صفحتها الزرقاء، فإن أحد عمّال الديكور نقل لها رسالة، مفادها بأن المساجين يرغبون في مشاهدة فيلم لشارلي شابلن، من خلال أخيه السجين، وصادف أن البرنامج سجل حلقة عن ” الأزمنة الحديثة”. عرض الفيلم، فابتهج السجناء وشكروا اعتقال على طريقتهم، اذ حاكوا لها ” جوزدانا” من “النمنم” الملون هدية، وكادت تطير من الفرحة حينما فتحته ووجدت بداخله “نصف دينار” ليس فرحا بالنصف دينار، إنما بمحبة هؤلاء المساجين الواعين.   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *