النخيل نيوز
عامعامفي سياق متصلنيوز بار

أدونيس يثير الجدل مجددا: النص القرآني يتيح الحرية للمسلم   

جدد الشاعر والمفكر السوري أدونيس الجدل حول التحولات التي يعرفها العالم العربي عامة والسعودية على وجه الدقة والتحديد، خلال مشاركة له نهاية الأسبوع الماضي في مهرجان ثقافي بمدينة طنجة المغربية.

فقد استضافه مهرجان “تويزا” الثقافي الذي أنهى فعاليات دورته 17 الأحد الماضي تحت شعار “في الحاجة إلى مشروع ثقافي بديل”، في ندوة أدارها الكاتب والروائي المغربي نجيب العوفي، تناولت مسيرة أدونيس الشاعر ورأيه في عدد من القضايا المعاصرة.

تحدث أدونيس بإسهاب عن الوضع العربي من خلال تشخيصه للوضع اللبناني، وقال: “الآن بيروت تعيش في مناخ نفسي وفكري واجتماعي واقتصادي قلما رأينا مثله في التاريخ.. شعب بكامله تُسرق مدّخراته من قبل حكام لبنان.. شعب بكامله يُسرق لا أعرف كيف أتحدث عن هذا..  مع ذلك نجد أن هناك وعيا ثقافيا لا مثيل له اليوم، مما يجعلني أتساءل، ما علاقة الثقافة بالسياسة؟ وما علاقة الثقافة بالاقتصاد؟ اللقاء الثقافي سلبا أو إيجابا الخلاف جزء جوهري من اللقاء”.

ورأى أدونيس أن “الأزمة في بيروت تعيد النظر جذريا في قضايا كثيرة في مفهوم العروبة والوحدة العربية وفي مفهوم الذات والآخر والعلاقة بينهما.. يعني كأن بيروت تبدأ من جديد حياتها.. وكأنها تبدأ من جديد فكرها.. وكأنها تبدأ من جديد الأفق الذي تتحرك فيه”.

وتابع: “الكلام عن بيروت الآن كلام مأساوي ويحرجني كثيرا، وكل ما أستطيع أن أقوله أن ما تحقق بين 1950 و1980 لا نجد له مثيلا في أي بلد عربي.. لكن يجب أن أعترف أن هذا كله انهار ولا أعرف كيف سيعود.. لن يعود كما كان هذا بالتأكيد.. لكن لا نعرف الأفق الذي يتحرك فيه.. وهذه ظاهرة أيضا كأنها تتويج لقرن كامل”.

وأشار أدونيس إلى أن العالم العربي كان أيام محمد علي باشا أفضل مما هو عليه اليوم، وقال: “إذا درسنا القرن من عام 1923 حتى العام 2023 من سقوط الخلافة العثمانية حتى اليوم.. إذا وضعنا هذا القرن على الطاولة ودرسناه سنجد أن محمد علي الذي بدأ القرن أفضل من الأنظمة العربية الراهنة التي تنهي القرن”.

وتحدث أدونيس مرة أخرى عن زيارته الأخيرة إلى السعودية، وقال بأن “السعودية تحولت في عهد محمد بن سلمان من مقبرة وصارت بلادا من أجمل البلدان التي يمكن أن يزورها الإنسان”.

ودعا أدونيس إلى إعادة قراءة القرآن بعيون معاصرة بعيدا عن الفقه والإجماع والحديث، وبعيدا عن الشخصنة، وقال: “أنا أزداد ثقة أن العرب لا يقرأون بالمعنى العميق للكلمة، لا يقرأون النصوص وإنما يقرأون الأشخاص.. ولو كان العرب يقرأون النصوص في ذاتها لما كانوا يمارسون هذا الفهم الشائع للنص القرآني.. حتى النص القرآني أنا أزعم أن المسلمين لا يقرأونه كما ينبغي لأن النص القرآني يتيح الحرية للمسلم، إذا كان الله يخاطب نبيه قائلا: إنك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء، لست عليهم بمسيطر، ما ننسخ من آية نأتي بمثلها أو بأحسن منها، فإذا كان الله عنده حسن وأحسن فكيف لا يكون عند الإنسان حسن وأحسن، وإذا كان الله يغير الآيات وفقا لتطور الحالة الاجتماعية والاقتصادية وينسخ آية ويأتي بآية غيرها فكيف لا يغير المسلمون عقولهم ونظرياتهم وآراءهم استنادا إلى التجربة الحية التي يعيشونها.. وبهذا المعنى نحن لا نقرأ النص القرآني كما ينبغي، وإنما نقرأ الفقه ونقرأ الحديث والإجماع وهذا كله لا قيمة له إزاء النص القرآني”.

وأضاف: “وصلنا عمليا إلى تهميش النص القرآني والإلحاح على ما لا قيمة له، على الفقه والإجماع والحديث.. أعظم عمل يقوم به المسلم هو العودة إلى النص القرآني الذي يتفق حوله الجميع ويتخلى عن الإجماع والحديث والفقه.. تلزمنا ثورة قرائية عميقة وفقا للنص القرآني ذاته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *