عدنان الفضلي
منذ سنين طوال صدر أمر مجلس الوزراء بصرف منحة خاصة بالأدباء والصحفيين والفنانين والشعراء الشعبيين، وبعد ان اعتدنا على استلامها لثلاثة اعوام، اختفت هذه المنحة ولم تصرف خلال العامين الاخيرين، حيث صارت هذه المنحة تتدحرج من طاولة لأخرى ومن وزارة لشقيقتها، واقصد بين وزارتي الثقافة والمالية، حتى إننا ما عدنا نعرف متى ينتهي مارثون هرولتها.
المزعج في الأمر ان هذه المنحة تحوّلت الى (منّة حكومية) ندم عليها مجلس الوزراء، كون المبلغ الذي يصرف على الأدباء والمفكرين يمكن الاستفادة منه في ايفادات (عظّامة المجلس) وسهراتهم في العواصم العربية والعالمية، في حين أن الأديب بإمكانه العيش من دعم من أحد وكأنه لا يحتاج أن يعيش بكرامة ..
قبل شهور سمعنا ومن مصادر اعلامية ان مبلغ المنحة تم إيداعه في حساب وزارة الثقافة ، بمعنى إن الكرة خرجت من ملعب المالية وصارت في ملعب الوزارة المعنية ، لكن هذا ايضاً لم ينفعنا كون الوزارة نفت تسلمها المبلغ، وان الجهات المستفيدة ويقصد الاتحادات والنقابات والجمعيات وباقي الجهات المستفيدة لم تبذل جهداً حقيقياً وواضحاً في سبيل الضغط إيصال هذه (المنّة) الى المشمولين بها ، وكأنها تكمل مارثون الانتظار عبر إجراءات روتينية سلحفاتية، القصد منها إكمال مسلسل الاهانات التي توجه للمثقف العراقي.
ولا ادري فعلاً من الذي يقف وراء تأخير هذه (المنّة) طوال كل هذه السنين ، كون الجميع يتبادلون الاتهامات ، فوزارة المالية كانت تتهم مجلس الوزراء ، ووزارة الثقافة تتهم وزارة المالية واليوم نحن نتهم وزارة الثقافة ، وحتماً سيأتي من يتهمنا باننا قليلو الصبر ، هذا إذا لم يتهموننا بأشياء أخر ، لها علاقة بالخيانة والكفر والضلالة، لكني اثق ان هناك من لايريد لهذه المنحة ان تصل الى المثقفين رغم انها منحة هزيلة، لكنها قد تنفع المثقف الذي ينوي طباعة كتاب او صرفها على علاج أمراضه ..