السجن 4 أشهر لموظف انتقد نائبة بعبارة “عليها السلام”

قضت محكمة عراقية في بغداد، الأربعاء، بالسجن لمدة 4 أشهر على الموظف المتعاقد في بلدية الزهور، محمد عاشور. جاء هذا الحكم على خلفية منشور نشره عاشور على فيسبوك انتقد فيه أداء النائبة سهيلة الساعدي، مستخدمًا عبارة “عليها السلام”، وهو ما اعتبرته النائبة إساءة دفعتها لرفع دعوى قضائية.
تفاصيل القضية: من النقد إلى التهديد وحذف التسجيلات
تفيد رواية عاشور بأن بداية القضية كانت مع منشوراته المتعلقة بالخدمات في منطقة الحسينية، التي تمثلها النائبة الساعدي. ويذكر عاشور أنه تعرض لتهديد مباشر داخل دائرته الحكومية من قبل زوج النائبة، الذي قال له “أكسر ظهرك”. ويزعم عاشور أن تسجيلات كاميرات المراقبة المتعلقة بالحادثة قد حُذفت لاحقًا بسبب “ضغوط” لم يوضح مصدرها.
“نموذج مقلق لاستغلال النفوذ وتكميم الأفواه”
وصف الصحفي علي شغاتي هذه القضية بأنها “نموذج مقلق لاستغلال النفوذ وتكميم الأفواه”. وفي تصريح خاص لـ”يلا”، أكد شغاتي أن ما حدث “لا يمكن اعتباره خلافًا شخصيًا بين موظف ونائبة، بل هو تجسيد صارخ لاستغلال السلطة ومحاولة إسكات صوت ناقد”.
وأشار شغاتي إلى أن خطورة القضية لا تقتصر على التضييق على عاشور، بل تمتد لتشمل “الضغط على الشهود وتهديدهم، وحذف تسجيلات الكاميرات من داخل الدائرة، وتشكيل لجان تحقيقية خاضعة لتأثير النائبة، بل وتغيير هذه اللجان حين لا تتماشى تقاريرها مع رغبتها”.
دعوة للدفاع عن حرية التعبير
اختتم شغاتي تصريحه بدعوة القوى المدنية ومنظمات حقوق الإنسان إلى “رفع الصوت دفاعًا عن هذا النموذج، الذي يعكس واقعًا يعيشه كثير من الموظفين داخل مؤسسات الدولة”، في إشارة إلى ضرورة حماية حرية التعبير للموظفين ومنع استغلال النفوذ.