النخيل نيوز
آراءنيوز بار

الأستاذة الفاضلة

بقلم/ معتز عباس

في قلب محافظة ذي قار الطيبة، وبين أروقة مدارسها التي شهدت على مدار خمسة وعشرين عامًا تفانيها وعطائها، سطعت الأستاذة الفاضلة “زينب خريبط” كنجمة هادية في سماء التعليم.

قضت زينب سنوات عمرها في غرس بذور العلم والمعرفة في عقول الأجيال، تحمل رسالة التربية بأمانة وإخلاص، وتزرع القيم النبيلة في نفوس طلابها.

كانت زينب مثالًا للمعلمة الصبورة، الحنونة، التي تحتضن طلابها بعطف الأم وتوجههم بحكمة الأب. لم تكن مهمتها مجرد تلقين المناهج، بل كانت بناءً للجيل، وصقلًا للشخصيات، وإعدادًا لشباب واعٍ ومثقف ينهض بوطنه. عرفها الجميع بابتسامتها الدافئة وكلماتها الطيبة التي تزرع الأمل في القلوب.

ومع تصاعد المطالبات بتحسين أوضاع الكوادر التربوية، لم تتوانَ الأستاذة زينب عن الوقوف صفًا واحدًا مع زملائها، مؤمنة بعدالة قضيتهم وحقهم في حياة كريمة تليق بجهودهم وتضحياتهم. خرجت زينب، كغيرها من أبناء ذي قار الغيارى، في مظاهرات سلمية تعبر عن صوت المعلمين وآمالهم.

لكن يد العنف امتدت لتطال هذه التجمعات السلمية، وفي غمرة الأحداث، أصيبت الأستاذة زينب. انتشرت صورتها المؤثرة وهي مصابة، لتلامس قلوب الكثيرين ممن عرفوا قدرها ومكانتها، وممن رأوا فيها رمزًا للتضحية والإصرار.

قصة الأستاذة زينب خريبط ليست مجرد خبر عابر عن معلمة أصيبت في مظاهرة، بل هي قصة عن التفاني والإخلاص في أداء الرسالة، وعن الشجاعة في المطالبة بالحقوق، وعن قوة الروح التي تتجاوز الألم. إنها قصة معلمة أحبت مهنتها ووطنها، فكانت مثالًا يُحتذى به في العطاء والصمود.

ستعود الأستاذة زينب بإذن الله إلى صفوفها، لتكمل مسيرتها النبيلة في تربية الأجيال، وستبقى صورتها محفورة في الذاكرة كرمز للتضحية من أجل مستقبل أفضل، وستظل ذي قار تفتخر بابنة من أبنائها البررة، قدمت عمرها في خدمة العلم والوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *