فلاح المشعل
حوار الرأي والرأي الآخر السياسي في الفضائيات العراقية يفتقد في أغلب تلك الشاشات إلى فكرة تبادل الآراء واختلاف الأفكار وتنوعها بهدف إغناء ثقافة أو معلومات المشاهد لها، وتذهب نحو عراك الديكة وارتفاع الأصوات بالصراخ والشتائم المتقابلة بدوافع طائفية أو شخصية، أو الدفاع عن إيران مقابل اتهامها أو شتمها، حتى يبلغ الكلام لغة شوارعية منحطة ومسيئة للمشاهد.
الخطأ مشترك بين الضيوف ومقدم البرنامج الذي يبحث عن لفت انتباه الجمهور الشعبوي وارتفاع نسبة المتابعين للقناة، بصرف النظر عن الفائدة، وعادة ما تكون ثقافة مقدم البرنامج ومعلوماته محدودة وغير مرنة في نقل مستويات الحوار ومركزيتها حوله، بمعنى تفلت من يده دفة الحوار وفكرته، عندها تتحول المنابزة والتراشق بين الضيفين، وسرعان ما يتخلون عن المظاهر المحتشمة واللغة المنمقة التي بدأ بها إلى الشتائم والتهديد العشائري أو الميليشياوي.
*غالبية ما تتبناه حوارات الفضاء السياسي لا يعتمد الاختيار النوعي والمستوى الثقافي، بل تعمد لمبدأ “الطشة” السخيف، والغلبة لمتبنيات القناة السياسية، وعندها تصبح هذه القنوات ماكنات سياسية دعائية سمجة ومكشوفة، وليست نوافذ للإعلام الحر والتنوع الفكري والسياسي والثقافي. ومن نتائج ذلك تجد ثمة أسماء محددة يتناوب حضورها في القنوات؛ لأنها مصدر للإثارة والاختلاف وتبادل الشتائم، وهي تكرر نفسها وحديثها المخموج، والخالي من المعنى.