كتبت: زينب ربيع
في الآونة الأخيرة، شهدت وسائل الإعلام العديد من البرامج التلفزيونية التي تتناول قضايا حساسة ومعقدة كالجرائم الجنائية والارهابية والمخدرات . ومن خلال مشاهدتي لأحد هذه البرامج، لاحظت سلوكًا غير مهني من قبل أحد مقدمي البرامج الذي كان يحاور إحدى المدانات في قضايا المخدرات والمحكومة وفق القانون بالاعدام كان يتعامل معها بصفة جلاد وقاضي، مستخدمًا أسلوبًا مستفزًا يتجاوز حدود الحوار المهني.
إن دور الإعلامي يجب أن يكون محايدًا، هدفه الأساسي هو نقل المعلومة بموضوعية وشفافية دون الانحياز أو التجاوز على الضيف، مهما كانت طبيعة الجرائم المتهم بها. يتطلب من الإعلامي أن يلتزم بأخلاقيات المهنة التي تفرض عليه التحلي بالموضوعية والإنصاف، والتركيز على تقديم صورة متكاملة للمشاهدين دون التأثير على سير الحوار بطريقة تستفز الضيف أو تقلل من شأنه.
كما إن مسؤولية الإعلامي تتطلب منه التزام المعايير الأخلاقية والمهنية، وأن يسعى إلى تحقيق التوازن بين نقل الحقائق وبين احترام الضيوف، مهما كانت قضاياهم. فالإعلامي ليس قاضيًا ليصدر الأحكام، ولا جلادًا لينفذ العقوبات، بل هو وسيط لنقل الحقيقة بنزاهة وموضوعية.
هذه رسالة مفتوحة الصحفيين، وزملاء المهنة أن يتذكروا دائمًا أن وظيفتهم هي تقديم المعلومات للمجتمع بحيادية، وتجنب الانحياز أو التحيز الشخصي، على المؤسسات الإعلامية أيضًا أن تضع ضوابط صارمة لضمان التزام مقدمي البرامج بالمعايير المهنية والأخلاقية، لضمان تقديم محتوى إعلامي يحترم عقل المشاهد وحقوق الضيوف، وندائي الأخير لهيئة الأعلام والاتصالات تابعوا بدقة تلك المحتويات واتخذوا ما يلزم فهم أولى بالحجب والعقوبة.