النخيل نيوز
عامعامفي سياق متصلنيوز بار

جامعة امريكية تحتفي بـ”أبو المصورين العراقيين”

في جامعة نيويورك، يُقام معرضٌ فني للمصور العراقي الراحل لطيف العاني، الذي وثّق فترة “الخمسينات والستينات” من القرن الماضي.

وفقاً لتقرير لصحيفة الفايننشال تايمز فإنّ “معهد دراسة العالم القديم في جامعة نيويورك، يقدم الآن معرضاً تحت عنوان (من خلال العدسة) لتكريم العاني باعتباره مصوراً لا مثيل له لآثار العراق”.

ووصف التقرير العاني بأنّه “كان فناناً أولاً ومراسلاً ثانياً، التقط صوره بدقة ومهارة، ووجه من خلالها رسائل”، مشيراً على سبيل المثال إلى “مجموعة من الصور لآثار طاق كسرى، جنوب بغداد، والتي تم التقاطها على مدار بضع ساعات في نفس اليوم من العام ١٩٦٤، تظهر وجهات نظر متباينة تماماً عن العراق خلال القرن الـ٢٠، حيث أنه في إحدى تلك الصور يظهر راعٍ مع قطيعه في حقل صخري، بينما ترتفع بقايا القصر الذي يبلغ عمره ١٧٠٠ عام بشكل مهيب خلف كتفيه، في صورة تكاد تكون خالدة، في حين ان سيارتين متوقفتان على مسافة منه، تشيران إلى أن هذا ليس القرن الـ١٨ أو الـ١٥”.

وأشار التقرير إلى أن “مجموعة الصور، بينها صور لحفل تنكري لسياح، تعكس أيضاً براعة لاذعة، خاصة في التناقض بين بلاهة الأجانب وسط محيطهم القاتم والجاف، وبين تمدن الزوار المبتهج للأجانب وعدم عاطفية الرجل العراقي المحلي”، مبيناً أن “مخلوقات العالم الحديث تمارس طقوسها أمام القصور القديمة مما يجعل تصرفاتها الغريبة تبدو هزلية تافهة، وأن الناس سوف يرحلون وستبقى الحجارة”.

وتابع التقرير أن “السياح بدوا كأنهم يؤدون مسرحية، وأن العاني هو من يقوم بعملية الإخراج خلسة، ويظهر نفس الموسيقي في لقطة أخرى تم التقاطها على أبواب بابل، على بعد أكثر من ١٠٠ كيلومتر، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان ينبغي اعتباره ممثلاً مساعداً أم داعماً”.

ولد لطيف العاني في كربلاء عام ١٩٣٢. توفي رب العائلة وكان لطيف صغير السن وانتقلت العائلة إلى بغداد. وبدأ مع التصوير الفوتوغرافي عندما كان يساعد شقيقه الذي يملك محل في شارع المتنبي ببغداد. هناك تعلم المبادئ الأساسية للتصوير من صاحب محل تصوير اسمه نيسان. في عام ١٩٤٧ اشترى له شقيقه أول آلة تصوير من نوع كوداك وكان سعرها دينار ونصف. وكان عدد العاملين في مهنة التصوير عند فترة طفولته قليل نسبياً في العراق. حيث لم ينتشر عدد استوديوهات التصوير الفوتوغرافي التجارية في مدن العراق ومنها العاصمة بغداد إلا في أواخر عقد الأربعينيات من القرن العشرين.

توفي العاني في مستشفى مدينة الطب في بغداد، ليلة الخميس ١٨ تشرين الثاني ٢٠٢١، بعد صراع مع المرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *