د. مسلم عباس
اندلعت صباح السبت السابع من تشرين الأول 2023 عملية طوفان الأقصى، وهي أكبر عملية اجتياج فلسطيني للمستوطنات الإسرائيلية الواقعة في منطقة ما يسمى بغلاف غزة.
طوفان الأقصى مثلت ضربة تاريخية لبنية النظام الاستخباراتي والعسكري الإسرائيلي الذي فشل بشكل لا تخطئه عين الخبير والمواطن البسيط، بينما أذهل الفلسطينيون العالم بقدرتهم على التخطيط والتنفيذ بسرية قد تكون في يوم ما درساً في الحرب وأساليب استعادة الحقوق المسلوبة.
وبعد العملية الفلسطينية بساعات قليلة، اشتغلت ماكينة الدعاية الاسرائيلية من أجل تلافي الفضيحة، فاشتغلت على تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية وهي:
أولاً: رفع الروح المعنوية للمؤيدين والمستوطنين في الداخل، وهذا ما تحاول أن تعمل عليه إسرائيل لكنها فشلت به لحد الآن بسبب هول الصدمة من عملية طوفان الاقصى.
ثانياً: تحطيم الروح المعنوية للفلسطينيين، وهو ما تعمل عليه اسرائل عبر بث الرعب، وتأكيدها على إنزال عقاب شديد بالقصف الممنهج ضد المدنيين، فضلاً عن التذكير بأن إسرائيل دائماً ما كانت تنتصر ضد الفلسطينيين.
ثالثاً: تحييد أو كسب المحايدين مستفيدة من سذاجة أو عمالة بعض العرب، ومن الملاحظ اليوم أننا بدأنا نشاهد باستغراب معسكراً كبيراً من المحايدين العراقيين والعرب يتحدث بأساليب شتى لنقد العمليات الفلسطينية من جهة، أو تأييد الخطاب الدعائي الإسرائيلي بشكل مباشر وغير مباشر من جهة أخرى.
الواجب اليوم أن نكون حذرين من كل كلمة نسمعها في الخطاب الدعائي عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى لا نتحول إلى رصاصة في قلب فلسطين.
ومن الواجب أن نساند الفلسطينيين بغض النظر عن كل الخلافات والمخاوف من المستقبل، لأن الفلسطيني يعيش في حالة حرب مع عدو لا يملك أي ذرة من الانسانية، فقد استباح الأرض منذ أكثر من 75 عاماً وقتل وشرد الملايين وما يزال مستمراً في آلة القتل مستفيداً من الدعم الغربي اللامحدود بالأسلحة والمال.