النخيل نيوز
آراءنيوز بار

راسبوتين الاعلام – يسيطر ويقود

د. علي عنبر السعدي

في رواية دان براون ( شفرة دافنتشي ) والفيلم المقتبس عنها ،يعذب أحد الرهبان نفسه ،بجلد ظهره كل يوم ،بسوط يدمي ظهره ، لكنه يتلذذ بما يفعل ، لان الجسد هو سبب ارتكاب الخطيئة ،ومنه تتلوث الروح وتضطرب النفس ، لذا فتعذيب الجسد بمثابة عقاب وترويض له .
انتقل ذلك عند بعض المجتمعات ،الى مرض نفسي ، فأصبح جلد الذات بمثابة التطهر من اثم يعيشه ((المجتمع)) لكنه بحيلة صغيرة يجعل المريض يجلد مجتمعه ليبريء نفسه من حمل المرض ،وبخديعة ظاهرة للذات ، ولأن مثل هذا الوضع يصبح وباءً معدياً ،لذا ينتشر بشكل كبير ،وما يساهم بانتشاره ،توسع البيئة الحاضنة ،وترحيبها بمثل ذلك الجلد ،وكل يرى ان ذلك حقيقياً وصائباً ،فتتوسع الأكذوبة بدورها ،ويصاب المجتمع بما يشبه الهستيريا الجمعية .
وتتوسع أكثر اذا توفرت لها وسائل نشر ونقل وتعميم.
ذلك مانراه واضحاً فيما ينشر ويقال – سواء في مواقع التواصل او ماتبثه الفضائيات او يما يتناقله الشارع ، يتساوى في ذلك الغني الفاحش والفقير المدقع – والأكثر بينهم من الموظفين المرفهين ذوي المداخيل العالية …
المتابع لما يجري ،سيرى ان هناك (راسبوتين) اعلامي ،بات يهمين على مايقال وينشر ، تضع احد الصفحات الراسبوتينية خبراً ما- حقيقياً أو مفبركاً – شرط ان يكون موجهاً ضد جهات بعينها ينبغي التصويب عليها مهما فعلت، وماهي الا دقائق ،حتى يثير كميات كبيرة من الاعجابات والتعليقات والمشاركات ،وكأنها بايعاز وتهيئة مسبقتين .
ومع تراكم هذه النوع الراسبوتيني ، يتراكم بدوره في النفوس ويجمد العقول ،وكما كان راسبوتين يجمع النساء ويأمر بخلع ثيابهن ، فيطيعن دون تردد ،و يأمر الرجال فيطيعون ، هكذا فعل الاعلام بالكثير من العراقيين ،فنشر مرضاً بات وباءً معدياً -استمراء جلد الذات ،بخديعة جلد الاخرين – .للتخلص من خطيئة كونه عراقياً ،رغم الادعاء بحب العراق ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *