النخيل نيوز
آراءنيوز بار

جائزة الابداع .. توقيتات وحظوظ !!

عبدالأمير المجر
اعرف صديقا مبدعا، يكتب القصة وأصدر اربع مجموعات فقط، على الرغم من انه تجاوز الستين من عمره، كونه يكتب بتأن ويخرج بلآلئ أدبية او هكذا نسمي قصصه، وربما لأنه صديقنا نرى قصصه جميلة! سألته مرة، لماذا لاتتنافس بإحدى مجاميعك على جائزة الابداع .. واردفت بالقول معنفا إياه بحكم الصداقة وبدافع الحرص .. هل تستخف بوزن هكذا جائزة أم انك تبحث عن جائزة دولية او خارجية، لأن مغنية الحي لاتطرب! لقد صبر الرجل على كل ما قلته وتقبّل (هجومي) هذا بوجه مبتسم، وبعد ان شربنا الشاي في المقهى، واسترخى وهو يدخن سيكارته قال؛ كنت اتمنى لو توفرت لي فرصة التقديم للتنافس على جائزة الأبداع العراقية التي افضّلها على اية جائزة خارجية! زاد الامر من حيرتي وقلت له؛ كيف، وقد مرت دورات عديدة بعد العام 2003 وانت لم تقدم أي من مجاميعك .. وبعد ان شرح لي السبب ايقنت ان الكثيرين من امثاله كانوا ضحايا تعليمات لجنة الجائزة التي هي بدورها ضحية لواقع ثقافي تتخلله الكثير من الامراض .. لقد كان صديقي هذا حين يصدر مجموعة قصصية ويتطلع الى التقديم للجائزة، يفاجأ بان حقل الأدب لهذا العام مخصص للرواية وحين يأتي العام القادم تكون مجموعته التي صدرت قبل عام واكثر خارج شروط المسابقة التي تحدد اصدارات عام الجائزة والذي قبله، وبما إنه قليل النتاج ضاعت عليه اكثر من فرصة لنيل الجائزة التي يستحقها.
المؤسف حقا، هو ان دولا فقيرة الامكانيات المادية قياسا بالعراق، تكون جائزة الابداع او جائزة الدولة السنوية فيها، تشمل جميع مجالات الثقافة، لأنها تعكس الأبرز بين العطاء الثقافي والابداعي خلال العام، وتقدمه للجمهور بعد ان تروج له، لتصنع واقعا ثقافيا غنيا وصحيا .. بينما نحن وللأسف الشديد نفرط بنتاج سنين كثيرة نتيجة انتقاء جنس معين في الادب لينال جائزة الابداع لعامين ونهمل ما صدر قبلهما على الرغم من انه قد يستحق الجائزة اكثر من الذين نالوها، لمجرد ان نتاجهم داخل المدة المحددة من قبل لجنة الجائزة، أي ان الظلم هنا مركب، مرة بعدم شمول جميع النتاج الثقافي والابداعي بالتنافس السنوي واخرى اهمال ما انجز من اعمال بعد ان تجاوزتها المدة المحددة ..
ان نظام جائزة الابداع العراقي وتعليماتها متعسفة للأسباب التي ذكرناها، وقديمة ايضا، لأن نظام الجوائز حاليا استحدثت فيه اساليب جديدة جعلته اكثر اثارة وتشويقا، فالمنجز الابداعي والثقافي يبقى سلعة ثقافية، كتابا كان او عملا فنيا، ويحتاج الى عملية تسويق ذكية تتمثل في اعلان النتائج على مراحل، مثل القائمة الطويلة فالقصيرة ومن ثم حفل الختام الذي يعلن فيه عن الفائز في كل حقل، وبذلك تأخذ الاعمال الصاعدة نصيبها من الاعلان بطريقة راقية، نتيجة انشغال وسائل الاعلام بالحدث وايضا تجعل المبدع والمثقف متحفزا اكثر لأن نتاجه ينتظره تقييم من لجنة مهمة تفحض الأعمال وتعطي لكل ذي حق حقه … ترى متى نصل الى هذا النظام الذي يبدو ان العالم استهلكه ويبحث عن نظام اكثر تقدما منه؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *