الملتقى الإعلامي العربي: أزمة الإعلام هي أزمة حريات
الإعلام هو الإعلام، في الماضي والحاضر والمستقبل، والأزمة الحقيقية التي يعاني منها الإعلام العربي هي أزمة حريات، فالإعلام إبداع والإبداع لا يعرف القيود… بهذه الكلمات استهل رئيس تحرير جريدة «الراي» الزميل وليد الجاسم حديثه في الجلسة الأولى للملتقى، مؤكداً أن «وسائل التواصل الاجتماعي عملت بلا سقف في بدايتها، لذلك توجه الناس إليها بصورة سريعة، والناس تتبع من يلبي طموحاتها، ولو كان فرداً، فيما لا تزال المؤسسات الإعلامية تعاني من القيود، ومن دهاليز القضاء التي قد يدور بها الإعلامي لمدة قد تصل إلى 4 سنوات، وأكثر في حال نشر موضوع وربما يمنع من السفر، وتقف أبسط معاملاته الحكومية وهنا يكون المأزق الحقيقي للعاملين في هذا المجال».
تقييد الحريات
ورحب الجاسم خلال الملتقى بالشخصيات المشاركة بالجلسة الأولى تحت عنوان (مستقبل الإعلام- إعلام المستقبل)، مبيناً أن «وجود هذه الأسماء والشخصيات الكبيرة في الإعلام تجعلني أنتقل إلى تشخيص واقع الإعلام من زاوية أخرى، وهي تقييد الحريات، وقد تتقاطع المصالح المشتركة أحياناً بين المؤسسات التشريعية والحكومية في إصدار قوانين كاتمة للحريات، وهنا لا يمكن للإعلام أن ينمو في ظل هذه القيود».
الإعلامي الناجح
وانتقل الجاسم إلى الحديث عن مستقبل الإعلام، مؤكداً أن الإعلام واحد سواء في المؤسسات التقليدية أو في المنصات الإلكترونية المهم وجود الحرية، مبيناً أن التجارب الحكومية في إطلاق المنصات الإلكترونية لم تنجح، رغم الإنفاق الكبير عليها، «ولنا مثال في بعض الجهات الحكومية التي لم تظهر منصاتها إلا في أوقات الأزمات فقط».
وأشار إلى مواصفات الإعلامي الناجح في المرحلة المقبلة، مشدداً على ضرورة أن يكون من فئة الشباب «وليس نحن من يعلمهم ما هو المطلوب بل ربما نتعلم منهم»، موضحاً «لا أتحرج في أن أجالس أي شاب صغير وآخذ منه وأحرص على مجالسة أصدقاء أبنائي ووالدي لأربط كل الأجيال ببعضها وأستفيد منهم في مجال عملي».
التحول الرقمي
وعن تقليص عدد العاملين في المؤسسات الصحافية بسبب التحول الرقمي وقلة الإعلانات، اعتبر أنه ليس بالضرورة أن يقلص التحول الرقمي عدد العاملين في المؤسسات الإعلامية، فإعداد الفيديو الناجح يتطلب أحياناً وجود نحو 10 أشخاص، يعملون على وضع المؤثرات والمونتاج والمحتوى، فيما أكد أن الإعلام الحالي يجب أن يتغير، مواكبة للتغيرات الجديدة التي فرضت نفسها.
الذكاء الاصطناعي
وتفاعل الحضور بموجة تصفيق حارة للزميل الجاسم، على ما طرحه من تعريف للإعلام العربي عبر الذكاء الاصطناعي، حيث استعرض التحديات ومنها الرقابة اللاحقة والرقابة المسبقة والقوانين القمعية وملاحقة الصحافيين والناشطين، وتهديدات العنف والترهيب، والرقابة الاقتصادية منحاً وحجباً، والاضطهاد الاقتصادي، والتعتيم الإعلامي والقيود المفروضة على الصحافيين والتكميم الإعلامي وحملات التشهير، مختتماً بالقول: «لا فض فوك يا اصطناعي ولنعد إلى زيف الواقع من جديد».
المصدر/ جريدة الرأي الكويتية